• الرئيسية
• أخبار

شهدت شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) تراجعًا في صافي أرباحها خلال الربع الثاني من عام 2025م، بنسبة بلغت 22% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وجاء هذا التراجع مدفوعًا بشكلٍ أساسي بانخفاض الإيرادات والدخل الآخر المتعلق بالمبيعات، في مؤشر على التحديات التي تواجهها الشركة وسط تقلبات السوق العالمية.

وقد أظهرت النتائج المالية المعلنة تباينًا ملحوظًا في الأداء مقارنة بالربع المماثل من عام 2024، ما يثير تساؤلات حول العوامل الاقتصادية المؤثرة.

تراجع الأرباح الصافية

وفقًا للمعلومات التي نشرتها صحيفة "سبق" استنادًا إلى إفصاحات الشركة على منصة "تداول"، سجل صافي الربح 85.02 مليار ريال في الربع الثاني من العام الحالي، في انخفاض حاد عن أرباح الفترة نفسها من العام الماضي التي بلغت 109.01 مليار ريال. هذا التراجع يعكس الضغوط التي تعرضت لها الشركة، والتي انعكست بوضوح على نتائجها المالية.

وتوضيحًا لأسباب هذا الانخفاض، أفصحت الشركة أن انخفاض الإيرادات والدخل الآخر المتعلق بالمبيعات كان هو المحرك الرئيسي لهذا التراجع. ويأتي هذا في وقت شهدت فيه الشركة انخفاضًا جزئيًا في تكاليف التشغيل وضرائب الدخل والزكاة، نتيجة لانخفاض الدخل الخاضع للضريبة.

ورغم ذلك، بلغ صافي الدخل المعدل 92.04 مليار ريال سعودي (24.54 مليار دولار) للربع الثاني من عام 2025، ما يشير إلى أن التراجع لم يكن شاملًا في جميع جوانب الأداء. هذه التعديلات الجزئية قد خففت من حدة الانخفاض الإجمالي، لكنها لم تمنع التأثر العام بنتائج السوق.

التعديلات المالية والربح ربع السنوي

وتضمنت بنود التعديل التي أثرت على صافي الربح 7.02 مليار ريال سعودي (1.87 مليار دولار). هذه البنود شملت انخفاضًا في القيمة والتخفيضات، بالإضافة إلى الخسائر والمكاسب الناجمة عن البيع والإخراج من الخدمة، وكذلك التعديلات المرتبطة بالمشاريع المشتركة والشركات الزميلة.

على صعيد الأداء الفصلي، تراجعت أرباح الشركة بنسبة 12.83% مقارنة بالربع السابق الذي حققت فيه أرباحًا بلغت 97.54 مليار ريال. هذا التراجع المتتابع يؤكد وجود تحديات مستمرة في بيئة الأعمال، والتي لم تقتصر على المقارنة السنوية فقط، بل امتدت لتشمل الأداء المتتالي.

تراجع الإيرادات والأداء النصفي

بالتوازي مع انخفاض الأرباح، تراجع إجمالي المبيعات والإيرادات إلى 378.83 مليار ريال في الربع الثاني من عام 2025، مقابل 425.71 مليار ريال في الفترة نفسها من عام 2024، بانخفاض بلغت نسبته 11.01%. هذا الانخفاض في الإيرادات يؤكد العلاقة المباشرة بين المبيعات والأرباح، ويشير إلى تقلص حجم الأعمال بشكل عام.

على مستوى الأداء في النصف الأول من العام الجاري، فقد شهدت أرباح الشركة تراجعًا طفيفًا بنسبة 5.23%، لتسجل 784.5 مليار ريال مقابل 827.75 مليار ريال للفترة المقارنة من العام الماضي. هذه النتائج تعكس أداءً أقل من المتوقع في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

تأثيرات السوق والوضع الاقتصادي

ويُعزى هذا التراجع في الأرباح إلى عدة عوامل اقتصادية، منها تقلبات أسعار النفط العالمية والظروف الجيوسياسية التي تؤثر على سوق الطاقة. هذه العوامل تضع ضغطًا على كبرى الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز، وتجعلها في مواجهة تحديات مستمرة للحفاظ على مستويات الأداء.

ورغم التحديات، تظل أرامكو السعودية لاعبًا رئيسيًا في السوق العالمية، وتعمل على تبني استراتيجيات متنوعة للتكيف مع البيئة الاقتصادية المتغيرة. ويشمل ذلك الاستثمار في مشاريع جديدة وتنويع مصادر الدخل، ما قد يساعدها على تحقيق استقرار أكبر في المستقبل.

ويُنتظر أن تكون لهذه النتائج المالية تداعيات على أسواق المال؛ حيث يتابع المستثمرون والمحللون أداء الشركة عن كثب. وتظل قدرة شركة أرامكو السعودية على تحقيق الأرباح مؤشرًا مهمًا على صحة الاقتصاد السعودي وأداء قطاع الطاقة العالمي.