مهرجان أبها للتسوق يُعزز الاقتصاد المحلي ويدعم السياحة في عسير

يشكّل مهرجان أبها للتسوق في نسخته السادسة والعشرين إحدى الركائز الاقتصادية البارزة في موسم صيف عسير. وقد استطاع المهرجان، منذ انطلاقه في المركز الدولي للمعارض بأبها، استقطاب أعداد كبيرة من زوار المنطقة ومصطافيها من مختلف أنحاء المملكة ودول الخليج، بالإضافة إلى المقيمين في المنطقة.
ويعكس هذا الإقبال الكبير على المهرجان دوره في تنشيط الحركة التجارية وزيادة الطلب على السلع والخدمات المحلية، مما يُسهم في تعزيز الاقتصاد في المنطقة، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية "واس".
منصة للتسوق ودعم الشركات المحلية
يضم المهرجان خمس صالات للتسوق توفر باقة واسعة ومتنوعة من المنتجات التي تشمل المستلزمات المنزلية، والملابس، والعطور، والحلويات، وغيرها من احتياجات الأسرة. هذا التنوع يُلبي أذواق الزوار المختلفة، ويُعزز من تجربة التسوق.
علاوة على ذلك، يُسهم هذا النشاط التجاري المكثف في تحريك عجلة البيع بالتجزئة، وتقديم دعم مباشر للشركات والمتاجر المحلية التي تُشارك في المهرجان. وهذا يُعزز من قدرتها على النمو والتوسع.
تمكين الشباب وتنمية المهارات
في حين يتجاوز أثر المهرجان الجانب التجاري ليُقدم برامج تدريبية تستهدف شباب وشابات المنطقة. هذه المبادرات تُعبر عن التزام المهرجان بالمسؤولية المجتمعية، من خلال الاستثمار في الكوادر المحلية.
كما تُسهم هذه البرامج في تطوير مهارات المشاركين، ورفد سوق العمل بكفاءات محلية مؤهلة. ويُعد هذا الدور التنموي مكملًا للنشاط التجاري، ويُعطي المهرجان بعدًا اجتماعيًا هامًا.
وجهة سياحية متكاملة وتجربة فريدة
كذلك، يُشكّل المهرجان أداة فاعلة للترويج السياحي لمنطقة عسير، حيث يمتزج النشاط الاقتصادي مع التجربة السياحية في بيئة واحدة. ويجد الزائر إلى جانب التسوق باقة من الفعاليات الفنية والفلكلورية والأمسيات الثقافية.
إلى جانب ذلك، تُقدم الفعاليات عروضًا ترفيهية ومدينة ألعاب، ما يُعزز من جاذبية المنطقة كوجهة سياحية متكاملة، ويرفع من مدة إقامة الزائر ومتوسط إنفاقه. وهذا يُؤثر إيجابًا على الاقتصاد المحلي ككل.
إحصاءات تؤكد الأثر الإيجابي
بينما تُشير إحصاءات نشرتها الغرفة التجارية الصناعية بأبها إلى تنامي الإقبال على مهرجانات التسوق والترفيه خلال السنوات القليلة الماضية. هذه الأرقام تُؤكد الأثر المباشر لمثل هذه الفعاليات على الاقتصاد.
في هذا الجانب، نما عدد الرحلات المحلية إلى منطقة عسير لغرضي الأعمال والترفيه خلال عام 2023م بنسبة 143% و33% على الترتيب، وهو ما يعكس قوة الجذب السياحي للمنطقة، ويعطي دليلاً على نجاح المهرجانات في تحقيق أهدافها.
تحفيز الاستثمارات في البنية التحتية
من ناحية أخرى، تسهم هذه الفعاليات في خلق حلقة اقتصادية إيجابية تدعم قطاعات الإيواء والمطاعم والنقل، وتفتح المجال أمام استثمارات جديدة في البنية التحتية السياحية والتجارية على حد سواء.
في إطار ذلك، يُعد مهرجان أبها للتسوق نموذجًا ناجحًا للفعاليات التي تُسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال دعم السياحة الداخلية، وتمكين الشباب، وتحفيز الاستثمار في قطاعات واعدة.