المملكة تحتضن قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتوفر بيئة محفزة للابتكار والنمو

تأتي المنشآت الصغيرة والمتوسطة كأحد المكونات الرئيسية للقطاع الخاص؛ حيث توفر المملكة لها بيئة مشجعة على الابتكار والتوسع. يهدف هذا الدعم إلى تعزيز دور هذه المنشآت في الاقتصاد، ما يخدم بشكل مباشر أهداف التنمية الشاملة التي نصت عليها رؤية المملكة 2030، ويدفع عجلة التنمية الاقتصادية.
ومن أجل تسريع نمو هذه المنشآت، برزت العديد من المبادرات، ومنها إنشاء الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت"، التي جاءت بمنظومة متكاملة لتمكين رواد الأعمال، وتقديم التمويل المالي والدعم الفني، وفقًا للتقرير السنوي لرؤية المملكة 2030، وتُعد هذه الجهود حجر الزاوية في بناء اقتصاد مزدهر ومتنوع.
نمو التسهيلات التمويلية واستثمارات رأس المال الجريء
شهدت قيمة التسهيلات الممنوحة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة من البنوك وشركات التمويل نموًا ملحوظًا. فقد بلغت قيمتها أكثر من 351.702 مليون ريال في عام 2024، بزيادة كبيرة عن 117.351 مليون ريال في عام 2019، هذا الارتفاع يعكس زيادة الثقة في قدرة هذه المنشآت على النمو والنجاح.
إلى جانب ذلك، شهدت قيمة الاستثمارات في مجال الملكية الخاصة والاستثمار الجريء نموًا استثنائيًا. حيث وصلت قيمتها إلى أكثر من 28.315 مليون ريال في عام 2024، مقارنة بـ 9.304 مليون ريال في عام 2019. هذه الأرقام تُظهر جاذبية القطاع للمستثمرين ورؤوس الأموال، وتؤكد على أن المملكة أصبحت بيئة مثالية لنمو الشركات الناشئة.
برامج دعم متنوعة وخدمات تمويلية
في إطار دعمها للقطاع، أطلقت "منشآت" برامج تمويلية متعددة، حيث بلغ إجمالي قيمة التمويل عبر برامج بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة حتى يوليو 2024 أكثر من 1 مليار ريال، هذا التمويل استفاد منه أكثر من 945 منشأة، ويشمل خدمات مثل الاستشارات المقدمة عبر خدمة المستشار الائتماني.
وكذلك، تواصل "منشآت" دعمها للمنشآت عبر برنامج "كفالة"، الذي قدم قيمة دعم وصلت إلى 105 مليارات ريال، هذا الدعم الكبير شمل أكثر من 34 منشأة، ما يساهم بشكل مباشر في استقرارها ونموها.
الاحتضان العالمي للمواهب وتنمية رأس المال البشري
تحتضن المملكة رواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم ضمن جهود مركز الإقامة المميزة لتنمية قطاع ريادة الأعمال. وقد استفاد من هذه الخدمة 38 رائد أعمال من 14 جنسية مختلفة، ما يعكس جاذبية البيئة السعودية للمواهب العالمية، وحرص المملكة على تنويع الخبرات والكفاءات.
علاوة على ذلك، أقيمت النسخة الثالثة للمعسكر التدريبي لرواد الأعمال من برنامج "ألف ميل"، شارك في المعسكر أكثر من 500 رائد أعمال من قطاعات الصناعة والتعدين والخدمات اللوجستية، واستفادوا من أكثر من 54 ورشة تدريبية في مجالات متعددة، لتبني معرفة ريادة الأعمال وتثري رحلتهم.
بيئة محفزة للابتكار والنمو المستدام
تنتج عن هذه البيئة المحفزة للقطاع نمو قيمة الدعم التمويلي للشركات، ونفّذت العديد من البرامج التي ساهمت في تخريج منشآت وتدريب رواد الأعمال في التقنية المالية، والألعاب الإلكترونية، والبرمجة، والصناعة، والتعدين، والخدمات اللوجستية، وغيرها من المجالات الأخرى.
بينما يمثل هذا الدعم المتواصل من المملكة دفعة قوية نحو نمو القطاع الخاص، وتوسيع أثره في تنويع الاقتصاد، ما يجعله قادرًا على توليد المزيد من الوظائف وفرص الاستثمار، وتمكين ريادة الأعمال، بالإضافة إلى الاستفادة من عقول الشباب في تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، جنبًا إلى جنب مع أهداف التنمية المستدامة والشاملة، التي تدعم الاقتصاد الوطني.