افتتاح متحف البحر الأحمر.. بوابة جدة التاريخية إلى إرث العالم
في خُطوة تعكس الاهتمام المتزايد بصون التراث الحضاري، افتتحت هيئة المتاحف متحف البحر الأحمر في مبنى باب البنط التاريخي بمدينة جدة، وجاء هذا الافتتاح بحضور الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز؛ نائب أمير منطقة مكة المكرمة.
ورافق سموه صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان؛ وزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة هيئة المتاحف، وشهد الحفل كذلك مشاركة واسعة من أصحاب السمو والمعالي والمسؤولين ولفيف من المهتمين بالشأن الثقافي والفني والإعلامي.
ويأتي المتحف جزءًا أساسيًا من جهود إعادة إحياء جدة التاريخية، المُدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، ويُعد المتحف الآن مركزًا عالميًا يُعنى بتوثيق الإرث المادي وغير المادي والطبيعي لمنطقة البحر الأحمر الحيوية.
الفعاليات المصاحبة والانطلاق الثقافي
وعلى إثر ذلك، انطلقت أولى الفعاليات بجولات إرشادية منظمة للضيوف داخل القاعات الدائمة للمتحف. استكشف الحضور مجموعة واسعة من المعروضات الأثرية والفنية التي يضمها المتحف.
بالتزامن مع ذلك، جرى افتتاح المعرض المؤقت الأول تحت عنوان "بوابة البوابات"، وقدم هذا المعرض أعمالاً فنية معاصرة للفنان السعودي معاذ العوفي.
ختامًا، توجت الفعاليات بعرض موسيقي خاص قدمته فرقة "سيلك رود"، وعزفت الفرقة مقطوعات موسيقية مميزة مستوحاة من التنوع الثقافي والموسيقي الغني لمنطقة البحر الأحمر.
الرؤية والرسالة العالمية للمتحف
وفي سياق متصل، أكد سمو وزير الثقافة خلال كلمته أهمية المتحف، وأشار إلى أن متحف البحر الأحمر يفتح مساحة شاسعة للإبداع الفني ويوفر منصة ثقافية شاملة.
وتُعزز هذه المنصة الحوار بين الحضارات وتدعم التبادل الثقافي والمعرفي على نطاق واسع، ويعكس هذا المشروع التزام المملكة الراسخ ورؤيتها الطموحة في صون إرثها الثقافي والطبيعي.
ومما لا شك فيه، يشكل المتحف جزءًا حيويًا من رحلة طموحة لإعادة إحياء جدة التاريخية، بدعم كبير من القيادة الرشيدة، والهدف هو بناء مستقبل ثقافي مزدهر تزدهر فيه مختلف أنواع الثقافة والفنون.
الموقع الإستراتيجي والتجربة المتحفية
وبخصوص موقعه، يقع المتحف داخل مبنى باب البنط التاريخي تحديدًا عند نقطة التقاء البر بالبحر، وأعيد ترميم المبنى وفقًا لأعلى معايير الاستدامة البيئية في ترميم المباني التراثية.
وبالإضافة إلى ذلك، يمثل المتحف مبادرة ضمن برنامج جودة الحياة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، ويهدف هذا إلى النهوض بالبنى التحتية للقطاعات الثقافية وتعزيز حضورها الحضري المستدام.
ويقدم متحف البحر الأحمر تجربة ثقافية شاملة من خلال أكثر من 1000 قطعة أثرية وفنية. توزع هذه المعروضات على سبعة محاور رئيسة ضمن 23 قاعة عرض، تجسد مسيرة التفاعل الحضاري والإنساني على ضفاف البحر الأحمر.

