«شتانا صح»: حملة بيئية لتعزيز السلامة واستدامة الموارد خلال موسم التخييم
تُسخر وزارة البيئة والمياه والزراعة جهودها المتواصلة لترسيخ الوعي بالممارسات السليمة التي تدعم سلامة الأفراد أثناء التخييم وتضمن المحافظة على الموارد الطبيعية الثمينة.
ويشهد موسم الشتاء الحالي تزايدًا ملحوظًا في إقبال الجمهور على نشاطات التخييم في مختلف المناطق الطبيعية الساحرة. ويجد المواطنون والمقيمون مساحة واسعة للاستمتاع بالأجواء الشتوية المعتدلة واكتشاف التنوع البيئي المحلي الفريد.
ويأتي هذا التركيز ضمن الأهداف الرئيسية للحملة التوعوية "شتانا صح" والتي أطلقتها الوزارة بنجاح في نسختها الثانية لهذا العام. وتهدف الحملة إلى رفع مستوى الالتزام البيئي لدى جميع المخيمين والزائرين للمناطق البرية. وتركز الرسائل التوعوية على ضرورة التعامل المسؤول مع المواقع الطبيعية.
علاوة على ذلك، تؤكد الوزارة أهمية الابتعاد الكلي عن مجاري السيول ومناطق الخطر المحتملة التي قد تشكل تهديدًا مباشرًا لسلامة الأفراد والممتلكات. وتدعو التوجيهات الرسمية إلى تجنب التخييم فوق النباتات النادرة أو في مناطق تعتبر حساسة بيئيًا لضمان عدم الإضرار بالغطاء النباتي.
كذلك، تشدد الوزارة على أهمية توفير أدوات الأمن والسلامة الضرورية في مواقع التخييم لتجنب أي حوادث غير مرغوب فيها قد تقع أثناء الرحلة. ويجب على المخيمين اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة لضمان تجربة آمنة ومريحة للجميع.
متطلبات الترخيص وأهمية الالتزام
من ناحية أخرى، يجب على الراغبين في ممارسة نشاط التخييم اتباع الإجراءات الرسمية المحددة للحصول على التصاريح اللازمة قبل البدء بنصب الخيام. ويتطلب التخييم القانوني استخراج تصريح مسبق من الجهات المختصة وفقًا للأنظمة البيئية الجديدة. ويتم ذلك عبر المنصة الإلكترونية المخصصة "نباتي" بكل سهولة ويسر.
ويستلزم الحصول على التصريح تعبئة جميع البيانات المطلوبة بدقة وشفافية من قبل مقدم الطلب. ويتوجب كذلك تسجيل إحداثيات الموقع المحدد للتخييم والتأكد من مطابقته للشروط البيئية المعتمدة. ويجب على المتقدمين الموافقة على التعهد بالالتزام التام بكافة التعليمات والإرشادات الصادرة من الوزارة قبل إصدار الترخيص النهائي.
كما تدعو الوزارة إلى تجنب إشعال النار في الأماكن غير المخصصة تحديدًا لهذا الغرض لتفادي نشوب الحرائق التي قد تدمر البيئة البرية. ويجب دائمًا استخدام المواقد أو الأماكن المجهزة لعمليات الشواء والتدفئة للحد من المخاطر البيئية.
بينما تعتبر المحافظة على نظافة الموقع من أهم السلوكيات المسؤولة الواجب الالتزام بها من قبل كل مخيم. يجب الحرص على رمي جميع النفايات والمخلفات في أماكنها المخصصة لضمان بقاء المواقع الطبيعية نظيفة وجذابة للزوار القادمين.
العقوبات والغرامات على المخالفين
وأشارت الوزارة إلى مجموعة من المخالفات البيئية والعقوبات المالية المترتبة عليها لمن لا يلتزم بالضوابط المعمول بها. وتبلغ قيمة غرامة التخييم في الغابات والمنتزهات الوطنية دون حيازة ترخيص رسمي مبلغ (3000) ريال. ويهدف هذا الإجراء إلى ردع المخالفين وتنظيم النشاط البري.
وتبلغ غرامة إشعال النار في الأماكن غير المخصصة مبلغ ألف ريال سعودي في المرة الأولى عند رصد المخالفة. وتتضاعف قيمة هذه الغرامة مع تكرار الفعل لتصل في المرة الثانية إلى ألفي ريال.
في حين تصل الغرامة إلى ثلاثة آلاف ريال سعودي عند تكرار مخالفة إشعال النار في الأماكن غير المخصصة للمرة الثالثة؛ ما يعكس جدية الوزارة في تطبيق الأنظمة. وتعد هذه العقوبات رادعًا مهمًا للحفاظ على سلامة الغطاء النباتي.
وتدعو الوزارة جميع أفراد المجتمع إلى التفاعل الإيجابي والفاعل مع حملة "شتانا صح" وتبني السلوكيات المسؤولة. ويسهم الالتزام بهذه السلوكيات بشكلٍ مباشر في حماية الغطاء النباتي والمحافظة على المواقع البرية لتظل تجربة التخييم آمنة ومستدامة للجميع.
ويعكس هذا الالتزام المسؤولية المشتركة لدى المجتمع تجاه حماية البيئة والموارد الطبيعية، بما يتماشى مع المستهدفات الطموحة لرؤية المملكة 2030.

