الخس والخيار.. إضاءات علمية حول الأطعمة التي لا ترفع مستوى السكر في الدم
أفاد الدكتور فهد الخضيري الباحث المتخصص في علم المسرطنات والحاصل على درجة الأستاذية ببيان دقيق يحدد نوعين من الأطعمة الاستثنائية التي لا تؤثر على معدلات السكر في الدم.
ويوضح الخضيري أن الخس والخيار هما الطعامان الوحيدان المعروفان ضمن نطاق واسع من الخيارات الغذائية التي لا تسبب أي ارتفاع يذكر في مستوى السكر. ويشكل هذا الكشف أساسًا مهمًا لفهم الخيارات الآمنة لمرضى السكري والراغبين في التحكم بسكر الدم.
ويؤكد الباحث أن جميع أنواع الحبوب دون استثناء تساهم في رفع مستوى السكر في الدم بدرجات متفاوتة. وتعود هذه الظاهرة بشكل رئيسي إلى تركيبتها الكيميائية التي تحتوي على نسب عالية من النشويات والكربوهيدرات القابلة للتحلل السريع في الجسم. وتعد تلك الكربوهيدرات المصدر الأساسي لارتفاع السكر بعد تناول الأطعمة النشوية.
كذلك، يشدد الخضيري على أن الخلطات المقترحة كبديل للقمح لا تختلف في جوهرها عن أي حبوب أخرى من حيث التأثير على السكر. وتحتوي هذه الخلطات على النشويات والكربوهيدرات بنسب كبيرة تجعلها ترفع السكر بنفس الآلية المتبعة عند تناول القمح العادي. يجب التعامل معها بحذر شديد.
بدائل الحبوب والاعتدال الضروري
من ناحية أخرى، يوضح الدكتور الخضيري أن خلطات الحبوب المتنوعة قد تقدم فائدة هامشية وتكون أقل ضررًا فقط لمجموعة محددة من الأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية مرتبطة باستهلاك القمح. وتشمل هذه المشكلات حساسية القمح المعروفة أو عدم تحمل الجلوتين أو حالات مقاومة الإنسولين المتقدمة التي تستلزم خيارات غذائية بديلة.
ويشير الباحث بوضوح إلى أن استبدال القمح بخلطات الحبوب لا يعد علاجًا سحريًا لمرض السكري أو وسيلة فعالة لخفض الوزن الزائد بشكل جذري. وتلعب هذه البدائل دورًا تكميليًا ضمن خطة غذائية متكاملة وليست حلولًا علاجية مستقلة. ويجب النظر إليها في إطارها الصحيح.
علاوة على ذلك، يشدد الخضيري على ضرورة استخدام جميع أنواع الحبوب ومنتجاتها باعتدال شديد وبكميات قليلة جدًا عند الضرورة القصوى. ويعد تقليل الكمية المستهلكة هو العامل الحاسم في التحكم بمستوى السكر في الدم مهما كان نوع الحبوب المستخدم أو مدى ادعاء صحتها.
تغيير العادات واستبدال الخبز
كما يؤكد الباحث أن تقليل الكمية المستخدمة من الحبوب يظل أمرًا أساسيًا لا يمكن التغاضي عنه لضمان نتائج صحية أفضل في إدارة السكر. ويجب على الأفراد الراغبين في تحسين صحتهم التركيز على خفض الاستهلاك الإجمالي للنشويات والكربوهيدرات بجميع مصادرها المتاحة.
ويرى الدكتور الخضيري أهمية تعويد النفس تدريجيًا على التقليل من استخدام الخبز بشكل يومي ومستمر لتجنب الاعتماد الكلي عليه. ويجب التخلي عن اعتبار الخبز مادة حاملة للأطعمة مثل: الفول أو غيره من الأطباق التي تتطلب وسيلة للتناول.
بينما يدعو إلى عدم استخدام الخبز كملعقة أو مغرفة لجمع الأطعمة من الطبق واعتباره أداة للطعام. ويوصي باستبدال هذه العادة ببدائل صحية ومناسبة مثل: استخدام الملعقة التقليدية أو استعمال أوراق الخس النظيفة لتناول الطعام بشكل آمن ومغذي.
الوعي الغذائي أساس التحكم
في حين يختتم الخضيري تصريحاته بالتأكيد على أن الوعي الغذائي الكامل وتغيير العادات اليومية المستقرة هما الأساس الصلب للتحكم الفعال في مستوى السكر ومقاومة الإنسولين. ولا يمكن تحقيق الاستقرار الصحي المطلوب بالاعتماد فقط على الحلول السريعة أو الموضعية التي لا تعالج جذور المشكلة.
ويتطلب التحكم في السكر فهمًا عميقًا لتأثير الأطعمة المختلفة على الجسم بدلًا من الانسياق وراء البدائل التي يتم الترويج لها على نطاق واسع باعتبارها حلولًا علاجية نهائية. ويجب على المستهلك أن يكون حذرًا ومدركًا للادعاءات التسويقية.
ويظل تغيير نمط الحياة بشكل تدريجي ومستدام هو المبدأ الجوهري في إدارة الأمراض المزمنة وعلى رأسها السكري ومقاومة الإنسولين. ويتطلب ذلك التزامًا شخصيًا وإرادة قوية لتبني خيارات صحية دائمة.

